مقالات
المقدمة:منذ أيام والعالم الإسلامي كله يتكلم عن مقاطعة المنتجات الأمريكية والعالمية التى تدعم الكيان المحتل، منذ فترة كبيرة ويتحدث الناس عن كيفية وجود بدائل جيدة لتلك المنتجات، نحتاج بديل ذو كفاءة عالية كي استطيع ترك المنتج الذى تعودت عليه عشرات الأعوام، بوستات على السوشيال ميديا ومازالت هناك مشكلة كبيرة تؤرق قطاع كبير من الناس، هل ساستطيع تكملة حياتي بدون قهوة، هل من الممكن أن أكمل يومي دون تناول البيبسى، ام ترى أنه من السهل علي أن يمر يومين دون الاستمتاع بقطع من الشيبسى!!.
الواقع والتحديات:
اخذت انظر لتلك المشكلة الكونية واقلب التلفاز كي أشاهد صور مئات الأطفال تحت عنوان ( انتهى العام الدراسي فى غزة ونال الجميع الشهادة) بدأ ينزل الدمع على عيني تدريجيا حتي أصبح كالشلال المتدفق، نظرت لهؤلاء الأطفال الذى وقف العالم كله يتآمر عليهم ليس فقط اعداءهم بل من بنى جلدتهم أيضاً!! نعم فذلك المدخن الذى أعرب عن عدم قدرته على ترك السيجاره الأمريكية هو متخاذل ومتآمر
.
الوعي والمسؤولية:
، ذلك الشاب الذي ليس له هدف فى حياته إلا عمله وتناول الكافيه الذى لن يتنازل عنه هو متخاذل ومتآمر، تلك المرأة التى لن تعيش بدون البرندات العالمية والبرفانات الاجنبية هي متخاذلة ومتآمره، عائلات بالكامل شطبت من سجلات غزة، مات الجد والاب والحفيد واختفت العائلة بالكامل ومازلت تحتاج الكثير من الوقت لاقناع أحدهم أن المنتج المصرى جيد وسيتحسن باذن الله كي يترك منتج اعتاد عليه مع أنه يدعم قاتلي الاطفال، تخرج أحد النساء الصامدات تقول إن الاسرة كلها تتجمع فى غرفة واحدة كي يكون مصيرهم واحد وانت تعجز أن تحرم إبنك من كيس شيبسى !! هل ماتت معاني الإخوة إلى هذا الحد هل نحتاج لبدائل كي نترك منتج يدعم قاتلى إخوانك والله لو عرفت أن هناك مجرد شك فى منتج أو شركة معينة واقنعت نفسك أنها ضرورة لاختلاف الجودة فلن تفلت من عقاب الله فى الدنيا والآخرة؛ عندما آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين من ( مكة ) وطن بالمفهوم الحالي والانصار ( المدينة) وطن أخر (بنفس المفهوم) لم يجد كل تلك المتاعب والمعوقات التى نجدها الأن، لم يخرج عليه سادة الانصار ليمتنعوا عن إستضافة إخوانهم الجدد او حتي أبدوا ضيقاً لهذا فقد تعدى الأمر هذا حيث بمجرد أن أخذ كل انصارى مهاجر أخا له وجدنا عجب العجاب بين سعد بن الربيع الأنصارى وعبد الرحمان بن عوف المهاجر، قدم ابن الربيع منهجاً يجب أن يعطي فى النشرات الاخباريه لكل من لا يستطيع مقاطعة ستاربكس، كنتاكي، بيبسى.....الخ، بمجرد شعوره بالاخوة الايمانية قدم سعد لعبد الرحمان نصف ماله كي يأخذه عن طيب خاطر، لم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه بكثير فقد عرض عليه أن يطلق إحدى زوجتيه ويتزوجها عبدالرحمان بعد انتهاء عدتها، سكنَ المهاجرون فى قلوب الأنصار قبل أن يسكنوا ديارهم، هل يوجد بشر هكذا هل لو عاد بن الربيع وشاهد من يتعلل بعدم مقاطعة داعمى قتل إخوته بحجة عدم جودة المنتج ماذا كان سيفعل ذلك العملاق، فارق كبير بين من قدم لأخيه ضروريات حياته وبين من يرفض الاستغناء عن الكماليات لمساعدة إخوانه، فرق نتج عنه ريادة اقليمية وعالمية لهولاء العظماء وتأخر وضعف فى شتي المجالات عندنا اليوم
.
الاستنتاج: وقبل أن اختتم مقالي أحب أن أوضح شىء كل من دافع عن متخاذل رفض نصر إخوانه ولو بكلمة أو موقف بحجة أنك لن تحجر على رأيه، أطلب منك من الآن أن تعد جواباً لاولادك عندما يسألونك ماذا قدمت لإخوانك وعليك أيضا من الآن ألا تنتظر من إبنك أن يساعد أخته فى زواجها أو تشاهد بنتك تحتضن أختها التى لم تتزوج وليس لها مصدر رزق، لن ينشأ ابن يحب ويراعي إخوانه شاهد أباه يخذل ويهمل إخوانه، أنت الذى وضعت بذور الأنانية من البداية ومن العدل أن يجعلك الله تحصد ثمار نفس البذرة فى النهاية. د/ محمد كامل الباز.
01024076008